تُعزى استقالات الموظفين إلى مجموعة من الأسباب، ويعتبر المدير السيئ أبرزها وأكثرها تأثيراً، وسنستعرض في هذا المقال أبرز صفات المدير السيئ، والاستراتيجيات التي يمكن اتباعها من قبل الموظف للتعامل مع مديره السيئ بطريقة أفضل.
صفات المدير السيئ
من بعض الصفات التي تتواجد لدى المدير السيئ:
عدم التنظيم
كأن تضيع منه أوراق وملفات العمل الهامة، ويغفل ترتيب مواعيد اجتماعاته وجدول أعماله، بالإضافة إلى عدم درايته بترتيب الأولويات، مما يسبّب إرباكاً لفريق العمل وأخطاءً كثيرة تجعلهم في موضع مسائلة هم في براءة منها. كما يميل بعض المدراء إلى عقد اجتماعات غير ضرورية بسبب عدم قدرتهم على تنظيم الوقت، إضاعة الوقت تؤدي إلى تقليل الإنتاجية وإحباط الموظفين.
الاتكالية
فكثيراً ما يلجأ بعض المدراء بسبب عدم كفاءتهم، إلى الاعتماد على باقي أعضاء الفريق لإنهاء عملهم أو التغطية عليهم، مما يفقدهم احترام موظفيهم.
التمييز بين الموظفين
فقد يتحيّز المدير إلى بعض الموظفين دون آخرين لعدة أسباب، منها القرابة أو المصلحة المشتركة، ويمنحهم ميزات إضافية عن زملائهم، الأمر الذي يُشعر بقية الموظفين بقلة التقدير، وقد ينتهي بهم المطاف لتقديم استقالتهم.
عدم تحمّل المسؤولية
يفتقر كثير من المدراء القدرة على تحمّل مسؤولية المشكلات التي قد تعترض سبيل العمل، ويلقون اللوم بالكامل على فريق العمل، فيجد الموظفون أنفسهم مجبرين على إيجاد الحلول، مما يجعلهم يشعرون بالظلم والرغبة بترك العمل، بسبب وصولهم لمرحلة الاحتراق الوظيفي.
سرقة جهد الموظفين
يلجأ بعض المدراء إلى سرقة أفكار ومشاريع موظفيهم في العمل، دون ذكر مساهماتهم أو أسمائهم، مع تعمد التجاهل في تقديم الشكر لهم أثناء اجتماعات العمل.
الفشل في تطوير مهارات الموظفين
يساعد المدراء الجيدون والمهتمون بالاحتفاظ بموظفيهم على توسيع معارفهم وقدراتهم، فمن المهم جدا تطوير الموظف من خلال اقحامه في مشاريع جديدة، وتعريفه على أحدث البرامج والطرق وحتى على الحصول على تدريبات لو أمكن، على عكس المدير السيء الذي يقوم بتجميد الموظف وعدم تطويره مما يشعر الموظف بالاختناق وكأنه عالق في مكانه الحالي.
النرجسية
فكثيراً ما نقابل المدير الذي يحبّ السيطرة على كلّ شيء، ويتلاعب بالموظفين لإثارة المشكلات والتنافس بينهم، ظناً منه بأن ذلك يؤدي لأداء أفضل في العمل، بينما تتحول بيئة العمل بسبب ذلك التصرّف إلى ساحة حرب ومكان للطاقة السلبية، وتسبّب في هرب الموظفين وتركهم العمل.
مهارات تواصل ضعيفة وعدم الاصغاء
إحدى أهم المهام التي يتعين على المدراء القيام بها هي شرح الأهداف والعمل مع أعضاء الفريق على تحقيقها. عندما يتم تحقيق الأهداف، ينبغي إظهار تقديرهم للفريق، وعندما يفشل الفريق، فإنه يحتاج إلى توفير التدريب والتوجيه لمساعدته على التحسّن.
غالبًا ما يفتقر المدير السيء إلى القدرة على توضيح الرؤية وشرح أهداف الفريق، إذ يمارس “التواصل من جانب واحد” بدلاً من الحوار.
كما يرفض بعض المدراء مناقشة موظفيهم في أمور العمل، فارضين سلطتهم المطلقة وآرائهم التي يجب طاعتها دون نقاش أو جدال حتى ولو كانوا على خطأ، معتبرين رأي الموظف أمراً لا قيمة أو أهمية له، مما يسبّب إحباطاً للموظفين.
الخيارات السيئة
يتجاهل المدير السيئ كثيراً من الأحيان المواقف التي ينبغي عليه اتخاذ قرار حاسم فيها، أو يكون سيئ القرارات بشكل عام، فيختار الأشياء ويفعلها في الشركة بتخطيط محدود أو تفكير قليل، مما يوقع الموظفين ضحية المشاكل، والتخبّط أثناء العمل.
معايير خيالية للجودة والتقييم
قد يضع بعض المدراء معايير خيالية ومستحيلة التحقيق لقياس جودة العمل وتقييم أداء الموظفين، مما يُشعر الموظف بالإحباط الدائم، وأنه مهما فعل فهو مقصّر ولا يحقق التوقعات، الأمر الذي يجعله يفقد الثقة بنفسه مهما كانت درجة كفاءته.
طريقة التعامل مع المدير السيئ
فإذا ما وجدت الصفات التي ذكرناها سابقاً في مديرك، وكان لا بدّ لك من الاستمرار في الشركة التي تعمل بها بسبب، فما عليك إلاّ أن تتكيف مع الوضع الراهن، مع أخذ الأمور بروّية قدر الإمكان.
من الاستراتيجيات التي يمكنك اتباعها للتعامل مع مدير سيئ:
تحديد الدافع
راقب وحدّد دوافع المدير واهتماماته، ومخاوفه، لأن ملاحظة كل ما سبق يمكنك من تحديد طريقة للتعامل معه، حاول البحث عن أسلوب في الحوار مع مديرك بطريقة تتيح له نسب جزء من الفضل إلى نفسه، واستعمل ذكائك لرفع احتمالية تنفيذ أفكارك ومشاريعك العملية.
التوضيح
استعمل طريقة مضمونة في فهم مديرك ومحاولة تكرار ما يقوله، كأن تقول: “حسناً، هذا ما طلبته”، أو “نفذت هذه الفكرة بناء على طلبك.. الخ”، حيث تفلح هذه الطريقة دائماً عندما تُسند إليك مهمة جديدة أو صعبة، وأيضاً عند التعامل مع الخلافات التي تنشب مع المدير.
العناية بنفسك
فلا تدع مديرك السيئ يؤثر على التوازن بين عملك وحياتك الشخصية، قم بممارسة التمارين الرياضية، اتبع نظام غذائي صحي، اطلب الدعم من المقرّبين، وتبادل الأفكار معهم للاستفادة من نصائحهم حول المشاكل التي تواجهها أثناء العمل، حاول أيضاً نيل قسط كافٍ من النوم.
دراسات
وجدت دراسة أجرتها جامعة ألباني أن 60% من الموظفين في الولايات المتحدة كان لديهم مدير سيء في مرحلة ما.
كما أثبتت الدراسات أن وجود نظام للموارد البشرية يساعد كثيراً في تخفيف المشاكل التي تنتج عن الادارة السيئة، ويساهم إلى حد ما في خلق بيئة عمل متوازنة رغم كل الضغوط.
كيف يدعم نظام SMART HR الموظفين في التعامل مع مديرهم السيئ؟
يساعد نظام إدارة الموارد البشرية SMART HR الموظفين على تقليل احتكاكهم المباشر برؤسائهم، وذلك من خلال التواصل الفعّال مع مدراءهم عبر النظام، وإرسال إجازاتهم ومعرفة التعاميم الإدارية، بالإضافة إلى معرفة تفاصيل الرواتب والحضور والانصراف والعهد وإدارة سير العمل، وغيرها من الخدمات.
كما يوفر النظام تطبيق جوال مجاني للموظفين، لتحديث بياناتهم الشخصية وإرسال طلبات التدريب ومعرفة التقييمات الوظيفية.
وفي نهاية المطاف..
يؤثّر التعامل مع المدير السيئ سلباً على معنويات الموظفين وإنتاجيتهم في العمل، مما يدفعهم في النهاية إلى تقديم استقالاتهم، ومن خلال التعرّف على صفات المدير السيئ واتخاذ الإجراءات المناسبة في التعامل معه، يمكن للشركات التقليل من استقالات الموظفين وتحسين بيئة العمل، بالإضافة إلى الاستثمار في تدريب المدراء وتطوير مهاراتهم القيادية، وأيضاً تدريب الموظفين لبناء فريق عمل متماسك يعزّز من نجاح الشركة.
الأسئلة الشائعة
عدم التنظيم، الاتكالية، التمييز بين الموظفين، الخيارات السيئة، سرقة جهد الموظفين، الفشل في تطوير مهارات الموظفين، النرجسية، معايير خيالية للجودة والتقييم، مهارات تواصل ضعيفة وعدم الاصغاء.
تؤدي انخفاض الروح المعنوية إلى زيادة التوتر وانخفاض الإنتاجية، مما يدفع الموظفين إلى التفكير بالاستقالة.
تحديد الدافع، التوضيح، العناية بنفسك.
تقديم برامج تدريبية لتطوير مهارة القيادة، تعزيز التواصل الفعّال وتشجيع التقدير والاعتراف بجهود الموظفين.
من خلال خلق بيئة عمل إيجابية، تقديم فرص للتطوير المهني، وضمان وجود مدراء مؤهلين وذوي كفاءة.
