مع تزايد التحدّيات المالية والتكنولوجية التي فرضها التطوّر المستمرّ والسريع، أصبح مجال المحاسبة اليوم من المجالات الأكثر تنافسية، وعلى الرغم من كون المحاسبين مطلباً أساسياً وثابتاً لكل شركة، فرض الواقع الحالي وجود مهارات جديدة قد لا تكون موجودة عند الجميع.

يعدّ إعداد جداول البيانات والمعرفة بمبادئ المحاسبة أمراً أساسياً وهاماً، لكن المحاسب الناجح قد يحتاج في عصرنا الحاضر إلى المزيد من المهارات، خاصة إذا أراد أن يحقّق التميّز والوصول إلى المنصب الذي يطمح إليه.

سنستعرض في هذا المقال أفضل 10 مهارات يحتاجها المحاسب الناجح في مسيرته المهنية، وكيف يمكن لهذه المهارات أن تساهم في تحقيق النجاح والتفوّق.

أفضل 10 مهارات يحتاجها المحاسب للنجاح

1-إجادة استخدام البرامج المحاسبية

يتطلب جزءٌ كبيرٌ من عمل المحاسب، دراية تامة في استخدام الأنظمة المحاسبية، والبرامج الخاصة بجدولة البيانات وتسوية الحسابات، كما يجب عليه أن يكون ملمّاً في إعداد تقارير قواعد البيانات، التقارير والتحليلات المالية، البيانات المالية، إدارة المشاريع والامتثال الضريبي.

وتعدّ القدرة على العمل على برامج تخطيط موارد المؤسسات (ERP) مهارة محاسبية مطلوبة اليوم، إذ تستخدم المؤسسات المتطورة برامج ERP لإدارة الأنشطة التجارية والعمليات، بالاضافة إلى تحويل البيانات الأولية عن طريق المحاسب إلى معلومات واضحة وذات معنى، لاتخاذ قرارات استراتيجية هامة، ومع التقّدم المستمر أصبح على المحاسب أيضاً أن يكون اليوم أكثر اطلاعاً على أتمتة العمليات والذكاء الصناعي AI.

يوفّر النظام المحاسبي SMART ERP القدرة على ربط جميع البرامج السابقة وجمعها في نظام واحد، مما يوفر على المحاسب كثيراً من الوقت والجهد، إذ يحصل المحاسب من خلال استخدامه لنظام SMART ERP على:

• نظام محاسبي ومالي احترافي، توثيق محاسبي للعمليات المالية من خلال قاعدة بيانات مركزية.
• تحليل البيانات المالية عن طريق القياس والمقارنة، ومتابعة الأداء المالي للشركة.
• تحميل جميع المستندات المالية لحظياً، مثل الفواتير والمدفوعات والمستحقات.
• تحديث السجلات والتقارير المحاسبية، سواء للإيرادات، للمصاريف، للأصول أوالخصوم.
• تقارير ذكية لا محدودة، لتحسين الأداء المالي، واتخاذ القرارات الصائبة.
• إدارة متكاملة للمخزون وجرد المخزون والمبيعات والمشتريات والعملاء والموردين.
• تحديثات دائمة ومجانية.
• أمان بيانات عالي وخصوصية الصلاحية.

2-القدرة على تحليل البيانات

تعد البيانات المالية للمؤسسة واحدة من أعظم أصولها، ولهذا السبب تعتبر القدرة على تجميع وتحليل البيانات المالية الأولية مهارة بالغة الأهمية للمحاسبين، كما يسمح تحليل البيانات أيضاً للمحاسبين بتحديد الأخطاء، والكشف عن الاحتيال، من خلال التحقّق من دقّة البيانات المالية التي يقومون بفحصها.

بالتأكيد سيكون للمحاسبين الذين لديهم معرفة في تحليل البيانات ميزة إضافية في مجال المحاسبة، بسبب قدرتهم على استخلاص معلومات محددة ودقيقة من كميات كبيرة من البيانات.

3-معرفة العمليات التجارية العامة

يتطلّب عمل المحاسب الناجح فهماً شاملاً لنشاط الأعمال التجارية عموماً، مثل فهم إدارة العمليات اليومية للشركة، إدارة المخزون، التعامل مع المورّدين، تقديم الخدمات للعملاء، مما يساعد المحاسب على تقديم تقارير مالية دقيقة تعكس الأداء المالي الفعلي للشركة.

4-التفكير النقدي

تتيح مهارة التفكير النقدي للمحاسب القدرة على النظر في جميع العوامل والمخاطر المحتملة والمحيطة بموضوع ما، بمعنى أدق القدرة على النظر من جميع الزوايا وتقييم الخيارات المختلفة.

يسمح التفكير النقدي للمحاسبين بالتنبؤ بالأخطاء التي يمكن أن تسبّب مشاكل لعملائهم، ومعالجتها بشكل استباقي، لذلك يجب أن يفكّر المحاسبون بشكل نقدي عند تقييم المستندات المالية، وإيجاد حلول للقضايا المالية للشركة، فالتفكير النقدي مهم بشكل خاص للمحاسبين الإداريين، الذين تتضمن وظيفتهم تطوير الاستراتيجيات المالية والتخطيط للمستقبل.

بالإضافة إلى المهارات التقنية، يحتاج المحاسب إلى مجموعة من المهارات الشخصية والاجتماعية (المهارات اللينة) لمساعدته على التواصل بفعالية مع الآخرين، وإدارة عمله بكفاءة، ومن هذه المهارات:

5-التنظيم

يتعيّن على المحاسب البقاء منظّماً للتوفيق بين العديد من المشاريع والعملاء في وقت واحد، ومن أهم الإجراءات التنظيمية الواجب اتباعها هي احتفاظه بملفات وسجلات دقيقة عن العمل، الأمر الذي يساعده على أداء مهامه بشكل أكثر كفاءة ودقة، ويزيد من ثقة صاحب العمل والعملاء.

في الحقيقة، تكتسب هذه المهارة أهمية خاصة لأن الإبلاغ عن السجلات المالية في الوقت المناسب يمكن أن يحمي الشركة من العقوبات المطبقّة من جهة الحكومة أو الهيئات التنظيمية.

6-إدارة الوقت

على المحاسب الناحج أن يبقَ مسؤولاً عن جدوله الزمني، والتعامل بمرونة مع الطلبات العاجلة التي يتم طرحها من قبل الادارة، لذلك يعتبر تحديد الأولويات من أهم الأمور اللازمة للمحافظة على المسار الصحيح للمحاسب.

ومن أهم تقنيات إدارة الوقت

تقنية البومودورو

تعتبر تقنية بومودورو مفيدة للمحاسبين الذين يحتاجون إلى فترات راحة من أجل إنهاء مهامهم اليومية، وتقترح هذه التقنية أنك يجب أن تأخذ استراحة أطول بعد أربعة “بومودوروس” أو 25 دقيقة من العمل.

 فعلى سبيل المثال، سيعمل المحاسب على فواتير العميل لمدة 25 دقيقة، ثم يأخذ استراحة لمدة 5 دقائق، يكرّر دورة استراحة العمل هذه أربع مرات، ثم يجعل الاستراحة التالية أطول، مثل 15 إلى 30 دقيقة.

قاعدة 80/20 أو تحليل باريتو

تطبّق هذه الطريقة على المحاسبين الذين يحتاجون إلى المساعدة في تحديد المهام الأكثر تأثيراً على الفريق، على سبيل المثال، إذا كان إعداد الضرائب أكثر إلحاحاً من التدقيق، فهذا هو ما سيعمل عليه المحاسب لهذا اليوم. 

مصفوفة أيزنهاور

بالنسبة للقادة في شركات المحاسبة، والذين يتطلعون إلى تضييق نطاق الأشياء التي يريدون التركيز عليها، يمكن أن تساعد مصفوفة أيزنهاور في تقسيم المهام إلى أربع مهام وفقاً للإلحاح والأهمية:

1. إلحاح منخفض وأهمية منخفضة.
2. إلحاح منخفض وأهمية عالية الأهمية.
3. الإلحاح العالي والأهمية المنخفضة.
4. الإلحاح العالي والأهمية العالية.

7-حلّ المشكلات

يعتبر حلّ المشكلات المحاسبية مهارة هامة للمحاسب، حيث يواجه المحاسبون تحدّيات يومية تتطلّب حلولاً فعالة وسريعة، والمحاسب الناجح يجب أن يكون قادراً على:

• اكتشاف أصل المشكلات والأخطاء في التقارير المالية أو تحديد أسباب التباينات في الميزانيات.
• اقتراح حلول فعالة وقابلة للتنفيذ للمشكلات المالية المعقّدة.
• القدرة على شرح المشكلات والحلول بوضوح للإدارة وأصحاب المصلحة الآخرين.

من خلال مهارات حلّ المشكلات، مثل التعرف على الأخطاء، اكتشاف المشكلات بسرعة، والتخطيط الاحتياطي، يمكن للمحاسب التوصل إلى حلول وتقديم رؤى استراتيجية تساعد في نمو الأعمال وازدهارها.

8-التواصل

تعتبر مهارات التواصل جزءاً أساسياً من مهارات المحاسب الناجح لعدة أسباب منها:

• التواصل الفعال: يؤدي التواصل الفعّال إلى فهم احتياجات العملاء المالية، وتقديم المشورة المناسبة، وهذا يتطلّب مهارات استماع جيدة، وقدرة على شرح الأمور المالية بلغة بسيطة ومفهومة.
• التواصل يبني الثقة: يمكن للمحاسب بناء علاقات قوية مع الفريق الذي يعمل معه من خلال التواصل، مما يعزّز الثقة والولاء، فالموظفين الذين يشعرون أنهم يحصلون على اهتمام شخصي ومساعدة فعالة، يكونون أكثر قابلية للعمل بكفاءة.
• التواصل يساعد على اكتشاف الأخطاء: إذ أنه يزيد من مستوى التنسيق بين الموظفين بالتالي اكتشاف أسرع للأخطاء وإصلاحها.

9-الاهتمام بالتفاصيل

باعتبارمجال المحاسبة مجالاً منظّماً للغاية، تتطلّب المحاسبة اهتماماً قوياً بالتفاصيل، إذ أن الاهتمام بالتفاصيل هو القدرة على عرض كميات كبيرة من البيانات، وملاحظة التفاصيل الدقيقة التي يمكن من خلالها استخلاص الأفكار.

 تساعد هذه المهارة المحاسبين على ضمان دقة المستندات المالية التي يقومون بمراجعتها، والتقارير المالية التي يصدرونها، كما أنه يقلّل من الانتهاكات المحتملة المتعلقة بالضرائب أو المواعيد النهائية المنسية، والتي قد يؤدي إهمالها إلى فشل عمل المحاسب وبالتالي فشل الشركة.

10-القيادة

إن أفضل الشركات في العالم لديها قادة عظماء في كل قسم، فالقائد الحقيقي يبقي الشركة في وضع جيد، لأنهم يدفعون الموظفين إلى التحسّن، ويشجّعون أعضاء فريقهم على تحسين مهاراتهم، ويقومون بتدريب صغارهم ليكونوا قادة في المستقبل، مثلهم تمامًا.

تتجلّى المهارات القيادية الجيدة في مجال المحاسبة أيضاً – لذا إذا كنت من أصحاب الشركات استثمر في الحفاظ على أفضل لاعبي فريقك – أولئك الذين يتمتعون بالمبادرة، والارتقاء إلى مستوى الحدث عند الحاجة، وتحقيق نتائج رائعة حتى في ظل الظروف الصعبة.

وفي الختام..

يمكن القول إن المحاسب الناجح هو الذي يسعى باستمرار لتطوير مهاراته وتوسيع معرفته، فامتلاك المهارات الـ 10 التي تحدّثنا عنها لا تعزز من كفاءة المحاسب فقط، بل تفتح له آفاقاً جديدة في مسيرته المهنية، من خلال الجمع بين المعرفة التقنية والمهارات الشخصية، التي تؤهّل المحاسب ليصبح عنصراً ضرورياً لتحقيق النجاح والاستدامة المالية للشركة.

الأسئلة الشائعة: